في هذه المقالة، يستعرض بِين فين الخبير في مجال تكنولوجيا المعلومات الأسباب التي تُحتم على الصحفيين العمل دائماً على إعداد نُسخ احتياطية لملفاتهم وبياناتهم، كما يشرح قاعدة النَّسخ الاحتياطي البسيطة “3، 2، 1” المُصمَّمة لتفادي الخسائر الكارثية للبيانات.
إذ تُعد الأجهزة الإلكترونية عنصراً أساسياً في عمل الصحفيين، فإنّها تظل عرضةً للأعطال التقنية أو لهجمات البرمجيات الخبيثة أو للتلف أو السرقة، علماً أن فقدان البيانات المجمَّعة – مثل جهات الاتصال والصور وبيانات الحسابات وسجلات الاتصالات – قد تكون له عواقب كارثية، بينما قد يكون استرجاعها مكلفاً بل ومستحيلاً في بعض الحالات. بيد أن أبسط طريقة للحد من هذا الخطر هي القيام بالنَّسخ الاحتياطي للبيانات بشكل منتظم وفي أماكن متعددة، وذلك باتِّباع قاعدة “3، 2، 1″، والتي تنص على ضرورة توفُّر 3 نُسخ على الأقل من أي بيانات مُهمة، مع الحرص على حفظها عبر نظامَي تخزين مختلفَين، يكون أحدهما في موقع مادي منفصل، إذ من شأن تطبيق هذه القاعدة، ولو بشكل جزئي، أن يساهم في تفادي فقدان البيانات، مع إمكانية ضبط الجهد المبذول في النسخ الاحتياطي بحسب أهمية البيانات.
نسخة أولى على قسم آخر من نفس الجهاز
إضافةً إلى الملف الأصلي، يُوصى بإنشاء نسخة أولى على قسم مختلف من القرص الصلب لنفس الجهاز، ومن المهم أن يكون مخزَّناً بشكل آمن، مع الحرص في الوقت ذاته على تسهيل استرجاعه متى دعت الحاجة إلى ذلك. وتُعد عملية تقسيم القرص بسيطة ولا تتطلب اتصالاً بالإنترنت أو استخدام أي جهاز آخر، علماً أن أنظمة التشغيل، مثل Windows 10 وWindows 11 وApple MacOs، تحتوي على برامج مدمجة تُتيح إعداد أقسام الأقراص وتشفيرها وجدولة النُّسخ الاحتياطية بشكل تلقائي، لكن من المهم أن يكون القسم الجديد مشفَّراً تماماً مثل القسم الأصلي.
نسخة ثانية في موقع مادي منفصل
رغم أنّ النسخة الاحتياطية على نفس الجهاز قد تكون مفيدة، إلا أنّها لن تجدي نفعاً في حال ضياع الجهاز أو تعرُّضه للتلف. ولهذا السبب يُنصح دائماً بإنشاء نسخة ثانية في موقع مادي مختلف محفوظ في مكان منفصل (هاتف إضافي أو حاسوب أو قرص صلب خارجي)، لأن ذلك سيوفّر حماية للبيانات من السرقة أو الاختراق أو الأعطال التقنية. وعند استخدام جهاز آخر، ينبغي التأكد من قدرته على الاتصال بالتطبيقات والمواقع الإلكترونية الآمنة، علماً أن بعض الخدمات تتحقق من هوية المستخدِم.
الخوادم السحابية: خيار مثالي يجمع بين مختلف المزايا
من خلال الاتصال بالإنترنت، يمكن الوصول إلى الخوادم السحابية من أي مكان، وهي تُوفِّر وسيلة عملية لتخزين نسخة احتياطية دائمة للبيانات، إذ من المهم أن يراجع الصحفيون بدقة مواصفات الخوادم السحابية قبل الاستعانة بها، لا سيما وأنها قد تختلف من حيث ميزات الأمان والسعر والسرعة وسعة التخزين. ورغم أن الخوادم السحابية تُعتبر آمنة عموماً، فقد سُجِّلت بعض حوادث التسريب والاختراق المتعلقة باستخدامها، وتحديداً iCloud المُقدَمة من Apple. ولتقليل مخاطر الاعتراض، يُوصى دائماً باستخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) عند نسخ البيانات احتياطياً على التخزين السحابي.
خدمتان سحابيتان شائعتان:
- IDRIVE – أداة نسخ احتياطي منخفضة التكلفة تدعم نسخ حاسوب كامل، بما في ذلك نظام التشغيل (OS)، فهي تُتيح إمكانية التشفير بمعيار “المعرفة الصفرية” (Zero-Knowledge) – أي أنّ الشركة نفسها لا يمكنها قراءة البيانات المخزنة – بالإضافة إلى المصادقة الثنائية، كما باستطاعتها القيام بعملية النَّسخ الاحتياطي لعدة أجهزة.
- Backblaze – أداة نسخ احتياطي منخفضة التكلفة تُقدّم تخزيناً غير محدود، مع سرعة وأداء متميزَين، غير أنّها لا تُتيح إمكانية التشفير بمعيار “المعرفة الصفرية”، علماً أن المستخدِم يدفع على كل جهاز مرتبط بنظامها التخزيني.
بقلم بنجامين فين | ينحدر بنجامين فين من مدينة هيوستن الأمريكية، وهو يزخر بخبرة واسعة في مجال تكنولوجيا المعلومات اكتسبها على مدى عقد من الزمان، حيث انصب تركيزه بالأساس على نشر أدوات الأمن الداخلي في المؤسسات الكبيرة، كما عمل في ميانمار على مدى العامين الماضيين، مركزاً جهوده على بحث السُبل المثلى للحفاظ على الأمن الرقمي في سياق الأنظمة القومية القمعية، وعمل أيضاً مع مجموعات متعددة في تايوان، حيث أشرف على تدريب أفرادها على كيفية اتخاذ تدابير الأمن والسلامة المناسبة.