يتعين على كل صحفي أن يستخدم شبكة خاصة افتراضية (VPN) لإخفاء تحركاته داخل شبكة الإنترنت في الوقت الفعلي، وخاصة عند إرسال معلومات حسّاسة.
الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN) هي أداة رقمية تُخفي حركة تدفق البيانات على الإنترنت في الوقت الفعلي، وذلك من خلال إنشاء نفق مُشفَّر لتمر البيانات عبره، مع حماية هوية المستخدِم، إذ يجب ألا يُجري المستخدمون أبداً أي عمليات حسَّاسة على شبكة عامة بدون شبكة خاصة افتراضية، ولو كانت درجة حسّاسية العملية قليلة.
فعند البحث عن شبكة خاصة افتراضية بأنفسنا، ينبغي أن نحرص دائماً على إجراء بحث حول سمعة تلك الشبكة وتعليقات المستخدمين عليها، بينما ينبغي تجنب الشبكات الخاصة الافتراضية المجانية جملة وتفصيلاً، إذ من المحتمل جداً أن تكون حيلة لجمع بيانات المستخدمين وبيعها. ويُمكن الاطلاع هنا على قائمة مرجعية حول ما يجب وضعه في الاعتبار عند استخدام أداة رقمية جديدة.
حماية قنوات تدفق المعلومات وتأمين البيانات الوصفية
رغم أن التطبيق المُشفَّر يضمن الحيلولة دون تمكن طرف خارجي من الاطلاع على فحوى الرسائل، إلا أنه لا يحمي بشكل آمن البيانات الوصفية للمستخدِم، مثل الموقع والوجهة وسجلات البحث والمقتنيات عبر الإنترنت، بل ويمكن أن يستمر التطبيق في نقل هذه البيانات الوصفية حتى عندما لا تكون قيد الاستخدام، علماً أنها ليست مُشفَّرة تلقائياً بالضرورة، مما قد يُعرِّض المستخدِمين للخطر من خلال بيع هذه المعلومات.
فعندما يتم تشغيل شبكة خاصة افتراضية، فإنها تحمي أيضاً البيانات الوصفية للمستخدِم وذلك بجعلها غير قابلة للقراءة من قِبل شركات توريد خدمة الإنترنت (ISP) أثناء تدفقها عبر النفق المُشفَّر. ومع ذلك، فإن الاكتفاء باستخدام شبكة خاصة افتراضية لا يكفي وحده لتوفير حماية كاملة، ولذا يجب استخدامها مع متصفحات وتطبيقات مُصمَّمة لمراعاة معايير الأمان مثل Tor أو Signal.
استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية داخل الأراضي الصينية
يُشكل “الجدار الناري العظيم” تحدياً كبيراً لأغلب الشبكات الخاصة الافتراضية في الصين، حيث عملت الحكومة دون كلل لمواكبة التطور المسجل في هذا الصدد إلى أن وجدت الآليات الكفيلة بالالتفاف على التدابير الأمنية الإضافية. فبينما تمنع القوانين الصينية استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة، فإنه من الصعوبة بمكان الوصول إلى هذه الأخيرة، علماً أن بعضها مُلتزم بإيجاد طُرق جديدة لتحرير شبكة الإنترنت وإتاحتها للمستخدمين في البلاد، والذين يفوقون مليار مستخدم. فقبل التوجه إلى الصين، يجب علينا دائماً تنزيل شبكة خاصة افتراضية لأن الإجراءات المعمول بها في هذا البلد تحظر كافة وسائل التنزيل الآمن للشبكات الخاصة الافتراضية.
ومن بين الشبكات الافتراضية الخاصة التي تعمل في الصين، يُوصي خبراء تكنولوجيا المعلومات باستخدام NordVPN أو Surfshark، اللتين تحتوي كل منهما على آلاف الخوادم، بينما لا تُخزِّن معلومات المستخدمين، فضلاً عن كونها متاحة بأسعار معقولة. أما خارج الصين، فنُوصي بشدة باستخدام F-Secure FREEDOME VPN أو Proton VPN أو Watchguard.
بقلم بنجامين فين | ينحدر بنجامين فين من مدينة هيوستن الأمريكية، وهو يزخر بخبرة واسعة في مجال تكنولوجيا المعلومات اكتسبها على مدى عقد من الزمان، حيث انصب تركيزه بالأساس على نشر أدوات الأمن الداخلي في المؤسسات الكبيرة، كما عمل في ميانمار على مدى العامين الماضيين، مركزاً جهوده على بحث السُبل المثلى للحفاظ على الأمن الرقمي في سياق الأنظمة القومية القمعية، وعمل أيضاًً مع مجموعات متعددة في تايوان، حيث أشرف على تدريب أفرادها على كيفية اتخاذ تدابير الأمن والسلامة المناسبة.