Digital Safety السلامة الرقمية

حرية الضمان: حل لوسائل الإعلام لتجاوز الرقابة

في المناطق حيث تُفرَض رقابة على شبكة الإنترنت، تُقْدِم السلطات الحاكمة على حجب العديد من المواقع الإلكترونية التابعة لوسائل الإعلام التي تغطي الأحداث الجارية، مما يشكل تحدياً كبيراً لقدرة عموم على الوصول إلى المعلومات. وفي إطار مساعيها لمواجهة هذه الظاهرة، أطلقت مراسلون بلا حدود مبادرة “الحرية الجانبية”، وهي المبادرة التي تساعد المواقع الإلكترونية على التحرُّر من الرقابة في مختلف أنحاء العالم. 

منذ أن أطلقتها مراسلون بلا حدود عام 2015، تمكنت مبادرة “الحرية الجانبية” من رفع الحجب المفروض على 150 موقعاً إخبارياً عبر الإنترنت في مختلف أنحاء العالم. تجمع هذه الطريقة في التحايل على أساليب الرقابة بين استنساخ مواقع الويب ومبدأ أساسي في عمليات مكافحة الرقابة يُسمَّى “الأضرار الجانبية”.

إنشاء مواقع عبر “تقنية المرآة”

من خلال “تقنية المرآة”، يمكن إنشاء نسخة متزامنة للموقع الأصلي المحجوب على نطاق استضافة مختلف (وذلك بتحويل عنوان الويب (URL) إلى عنوان آخر غالباً ما يكون طويلاً ومعقداً)، إذ تتيح هذه التقنية للمستخدمين زيارة موقع بديل “يعكس” المحتوى الخاضع للرقابة، مما يعني أنه يتم تحديثه بشكل دائم، علماً أن ذلك لا يقتضي تنزيل أو تفعيل أي برنامج خارجي مثل الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN)  أو شبكة/متصفح تور (Tor)، وإن كانت هذه التقنية لا تصلح إلا لمواقع الويب، إذ لا تتيح الوصول لصفحات فيسبوك أو قنوات يوتيوب.

صحيح أنه بوسع الحكومات التي ترفض رقابة على الإنترنت العثور على المواقع الإلكترونية المُحرَّرة عبر “تقنية المرآة” ومن ثم حجبها بسهولة، إلا أن فعالية الروابط الناشئة عن تقنية المرآة تكمن في تمكين الجهة المشرفة على تنظيمها – مثل مراسلون بلا حدود – من توليد نُسخ جديدة باستمرار كلما تم إغلاق النسخ القديمة.

تحرير تام للمحتوى الخاضع للرقابة

صحيح أن المواقع المُحرَّرة عبر “تقنية المرآة” قد تتسم بشيء من عدم الاستقرار، لكن الحل الأمثل لتجاوز ذلك يتمثل في استخدام مبدأ “الأضرار الجانبية”، أي استضافة تلك المواقع على شبكات وخوادم الاستضافة الكبرى، مما يقوِّض إلى حد كبير من فعالية الرقابة المفروضة على المنابر الإخبارية.

ذلك أن استضافة موقع مُحرَّر عبر “تقنية المرآة” على خادم استضافة، مثل Amazon Web Services أو Microsoft Azure، تزيد من صعوبة حجب الموقع المستنسخ، نظراً لما قد ينتج عن ذلك من انقطاع على مستوى الاتصال بمواقع خدمات الاستضافة الكبرى في الحوسبة السحابية بالكامل، وما قد يترتب عن ذلك من تعطيل محتمل لمختلف الخدمات والاتصالات وإمكانية إثارة غضب شريحة واسعة من عامة الناس، مما يجبر الجهات الرقابية على ترك الموقع المستنسخ متاحاً لعامة المستخدمين.

توسيع مجموعة الأدوات

بإمكان الصحفيين ووسائل الإعلام الصمود في وجه الرقابة وجعل محتواهم في متناول الجميع، كما بوسعهم استخدام خدمات تور (Tor)  لاستنساخ مواقعهم، إذ توفر هذه الخدمات الشبكة الأكثر مقاومة للرقابة، لأنه لا يمكن لأي حكومة ضبط الاتصال بها أو منع الوصول إليها. ومن الممكن أيضاً استنساخ مواقع وسائل الإعلام أو حتى استضافة موقع ويب صغير ثابت من خلال خدمة OnionShare، وإن كان هذه الأخيرة تتطلب مزيداً من الدراية الفنية

وبالإضافة إلى تحرير المواقع الإلكترونية عبر “تقنية المرآة” والحصول على السبل الكفيلة بصيانتها، بإمكان الصحفيين ووسائل الإعلام أيضاً أرشفة مواقعهم الإلكترونية، وذلك عن طريق Internet Archive، وهي منظمة غير ربحية مقرها في الولايات المتحدة وتعمل على أرشفة المحتوى الإلكتروني وصيانة شبكة الإنترنت، إذ يمكن استخدامها لحفظ النُّسخ غير المحجوبة لمواقع الإخبارية، علماً أن الموقع الإلكتروني لمنصة موارد منظمة مراسلون بلا حدود لفائدة الصحفيين خضع بدوره للأرشفة بواسطة هذه التقنية.

–> تواصَلوا معنا إذا كنتُم ترغبون في إنشاء رابط مستنسخ لموقعكم الإخباري.